4 min read

لماذا يعد شراء قائمة بريدية أمراً سيئاً دائماً ؟

بالطبع أنت تريد أشخاصاً في قائمتك البريدية تراسلهم، وبالطبع تريدهم بشكل سريع، وحبذا لو استطعت أن تحصل على هذه القائمة بسعر زهيد، هذا ما نفكر به جميعاً عندما نريد بناء قائمتنا البريدية، بالطبع سيكون شراء قائمة بريدية جاهزة هو الأسرع، ولكن هل هو أمر جيد؟ وما الضرر الذي قد يأتي من شراء قائمة بريدية، وهل يمكن بناء قائمة بريدية بشكل مجاني؟ هذا ما سنتحدث عنه في هذا المقال

ما هي طرق الحصول على قائمة بريدية؟

1- شراء قائمة بريدية

عن طريق التعامل مع أحد مزودي خدمات القوائم البريدية والذي يقوم ببيعك عدد معين من الايميلات مع أسماء الأشخاص بناءً على معايير معينة مقابل مبلغ مالي. كأن تقوم بشراء قائمة بريدية تحتوي على 5000 ايميل لأشخاص يعيشون في كندا ولديهم اهتمام بالقراءة والكتب مقابل مبلغ مالي وتقوم أنت بإرسال الرسائل لهؤلاء الأشخاص. بالطبع لا ننصح بهذه الطريقة.

2- استئجار قائمة بريدية

أيضاً عن طريق أحد مزودي خدمات القوائم البريدية، حيث تقوم بتحديد خصائص الجمهور المستهدف الذي تريده تماماً كما في الطريقة السابقة، ولكن هنا لا تستطيع أن تحصل على القائمة بنفسك ولا يمكنك أن تطلع عليها، بل تقوم بالتنسيق مع مزود الخدمة ليقوم بإرسال البريد الذي تود ارساله الى القائمة البريدية مقابل مبلغ مالي معين، ولا ننصح بهذه الطريقة أيضاً.

3- بناء قائمة بريدية

وتسمى هذه القائمة opt-in list، أي أن الأشخاص في القائمة البريدية قاموا طواعيةً باعطائك عنوان البريد الإلكتروني الخاص بهم توقعاً منهم بأن يستقبلوا محتوى ذو قيمة. وعادة ما تكون أسهل طريقة لذلك هي أن تقوم بعرض شيء مجاني يحصل عليه الشخص من خلال بريده الالكتروني.

في حالة شراء أو استئجار القائمة البريدية قد يكون الحصول على هذه القائمة قد تم بطريقة غير طوعية، أي أن مزود الخدمة قد حصل عليهم بطريقة أو بأخرى. وحتى ولو كانت جميع الايميلات في القائمة قد تم جمعها بعلم من أصحابها، فهذا لا يعني أنها جيدة لك، بل يعني أنها جيدة للموقع الذي قام بجمع هذه الايميلات لسبب معين يتوقع هؤلاء الأشخاص أن يحصلوا على ايميلات تتحدث عن هذا الموضوع. تخيل لو قمت أنت بارسال شيء بعيد عن ما يتوقعه الأشخاص في هذه القائمة، ستبدو وكأنك spam وبالطبع أنت لا تريد ذلك.

لماذا لا يجب عليك شراء قائمة بريدية؟!

1- جميع الشركات جيدة السمعة المختصة بتقديم أدوات لتسهيل عملية التسويق بالبريد الالكتروني ترفض ذلك.

تشترط هذه الشركات أن تقوم ببناء قائمتك بنفسك، وتستطيع هذه الشركات كشف القوائم المباعة عن طريق خوارزميات معينة مما قد يؤدي إلى إغلاق حسابك. وبالطبع أنت لا تريد أن تتعامل مع الشركات سيئة السمعة لأسباب كثيرة أهمها مخاطرتك بسمعة علامتك التجارية أو خطر أن تتوقف الخدمة في أي وقت وخسارة أموالك وقائمتك البريدية.

2- القوائم الجيدة عادةً لا تكون للبيع

تخيل أن لديك قائمة بريدية جيدة وتستطيع أن تحقق دخلاً جيداً من خلالها. على الأرجح أنك لن تقوم ببيعها أو تأجيرها لأنك ببساطة تخاطر بسمعتك أولاً، لأنهم وثقوا بك منذ البداية وقاموا باعطائك الايميل الخاص بهم، ولأن القوائم المباعة عادةً ما تكون مباعة لمئات الأشخاص مما يعني أن صاحب الايميل يتعرض لعدد كبير من الرسائل المزعجة وستكون رسالتك من بينهم. بالإضافة إلى أن معظم القوائم المباعة تحتوي على ايميلات لا يستجيب أصحابها للرسائل المرسلة ولا يقومون بفتح الايميلات او الضغط على الروابط، وإلا لم يقم صاحبها ببيعها.

3- الأشخاص في القوائم المشتراة والمباعة لا يعرفونك

كما ذكرنا مراراً وتكراراً، الأشخاص في هذه القوائم لا يعرفونك أو يعرفون علامتك التجارية، وبالتالي لا يتوقعون منك أي رسائل. فأي بريد يصل من خلالك ما هو إلا عبارة عن بريد مزعج لا يود أحد أن يستلمه.

4- ستسبب ضرراً لمعدل الإيصال وال IP address الخاص بك.

نظرا لأن معظم هذه الايميلات ستكون ايميلات سيئة لا تستقبل أو لا تفتح الرسائل الواردة. فإن هذا بالضرورة سيؤثر على معدل الايصال الخاص ببريدك الالكتروني وسيسبب ضرراً على ال IP address الخاص بك، لأنه سيسجل لدى مزودي البريد الالكتروني كعنوان يجب الحذر منه.

5- ستعتبر مزعجاً

تخيل أن تستقبل ايميلاً من شركة لم تسمع بها من قبل ولم تقم بتزويدهم بوسائل التواصل الخاصة بك، ألن يكون ذلك مزعجاً؟ هل ستقوم بشراء خدمات ومنتجات هذه الشركة؟ بالطبع لا.

هكذا ستكون أنت أو شركتك بالنسبة لمتلقي الرسائل في القوائم المشتراة، ولكن من الأفضل أن تحصل على وسائل التواصل الخاصة بهم بارادتهم، وجعلهم يتوقعون أن يستقبلوا رسائل منك ومن ثم تقوم بارسال محتوى ذو قيمة وفائدة حقيقية لهم قبل أن تقوم بعرض خدماتك ومحاولة إقناعهم بالشراء.

6- قد يتم معاقبتك من مزودي خدمات الايميل

لا تحب شركات تزويد خدمات البريد الالكتروني الايميلات ذات معدل الايصال المنخفض أو ذات ال IP address سيء السمعة. فقد تقوم شركات مثل Gmail, yahoo, outlook وغيرها بفرض بعض القيود عليك. وقد يذهب الأمر إلى أبعد من ذلك كأن يتم حظرك نهائيًا، وهناك شركات مثل Aweber تقوم باغلاق حسابك فوراً بمجرد الشك بأنك تقوم بارسال بريد غير مرغوب به.

اذاً كيف تحصل على قائمة بريد إلكتروني جيدة ومجانية؟!

بالطبع سنتحدث على الطريقة الثالثة التي تم ذكرها في بداية هذا المقال وهي بناء قائمتك البريدية opt-in.

وإليك الطريقة

1- قم بتقديم شيء ذو قيمة فقط عبر البريد الالكتروني

اطلب من جمهورك المحتمل أن يقوموا بإعطاء بريدهم الإلكتروني من أجل أن ترسل لهم كتاباً، فيديو، ويبنار، قوالب، اشتراك مجاني تجريبي أو أي محتوى حصري عبر الايميل. وبذلك سيكون لديك سبب قوي لأن تطلب الايميل الخاص بهم، وسيكونون سعداء لإعطائك بريدهم الالكتروني لأنهم يعرفون أنهم سيحصلون على شيء أكثر قيمةً من مجرد الافصاح عن عنوان بريدهم الإلكتروني، احرص على أن يكون الأمر كذلك فعلاً.

2- قم بالترويج لما تقدمه عبر كل القنوات الممكنة

إذا كنت تقدم شيئاً قيماً مجانياً، احرص على أن يعرف الجميع عنه، قم بنشره عبر وسائل التواصل الاجتماعي، واذا أردت أن تصل إلى جمهورك المستهدف بشكل أسرع، قم باطلاق حملات اعلانية مدفوعة. قد تتسائل وتقول: هل أقوم بترويج مدفوع من أجل أن يحصل المتلقي على شيء مجاني؟!

الإجابة نعم. أولاً هو لم يحصل عليه مجاناً بل قام باعطائك عنوان بريده الالكتروني مقابل الشيء الذي سيحصل عليه. وثانياً ستحصل أنت على عائد أعلى بكثير من تكلفة الحصول على هذا الايميل بمجرد أن تقوم بحملتك الاعلانية عبر البريد الالكتروني وأن يقوم بعض الأشخاص من هذه القائمة بالشراء منك. تذكر أيضاً أن القائمة البريدية التي قمت بانشائها أصبحت ملكك مدى الحياة وبإمكانك أن تقوم بمراسلة الأشخاص الذين هم في هذه القائمة فوراً بدون أن تضطر لاعادة استهدافهم في اعلاناتك مستقبلاً.

3- قم بإضافة أزرار المشاركة

اجعل محتواك قابلاً ومشجعاً للمشاركة، واجعل أزرار المشاركة واضحة وسهلة الوصول إليها. وقم أيضاً باضافة Call to action أي أن تقوم بطلب عمل شيء معين من قارئ البريد مثل أن يقوم بمشاركة المحتوى مع أصدقائه وما إلى ذلك.

الخلاصة:

لا ننصح أبداً بشراء أو استئجار القوائم البريدية، بل من الأفضل أن تقوم ببناء قائمتك بنفسك والتركيز على المحتوى الذي تقدمه لجمهورك وهو الذي سيقنع عميلك بالشراء بنهاية المطاف. وتذكر دائماً أن تكون صبوراً وأن تقوم ببناء سمعة جيدة وأن تعرف أن الأموال ستأتي عاجلًا أم آجلاً.